رواية جديدة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
خيري لانه كتب اكده بدمه على الجدار .. وأقسم حسن المنفلوطى انه يجتل الاتنين خيري .. فالعيلتين اتحدوا مع بعض وهربوهم على مصر وجبل ما أبوك يهرب يا ولدى .. روحت حداهم فى بيت العيلة .. كان بدى أشوفك انت وأخوك .. لجيت ماجد بيلعب جدام البوابه .. محستش بنفسي الا وآنى بخطفه .. وبهرب بيه ..
ثم نظرت اليه وقالت بأعين دامعه
تعالت شهقاتها وهى تجول
انا اتظلمت أوى أوى أوى وملقتش حل أدامى غير كده كان لازم أعمل كده .. سامحنى يا ولدى انتى سيبتك .. سامحنى
اقترب منها مراد معانقا ايها قائلا
مسامحك يا أمى .. مسامحك .. انتى مغلطتيش .. انتى اتظلمتى أوى .. ربنا ينتقم من كل اللى ظلمك
آنى مسمحاهم يا ولدى .. مسمحاهم ربنا يغفر لكل اللى ماتوا
ثم أخذت نفسا عميقا وأكملت قائله
بعد اكده عرفت بموضوع چريمة الجتل وعرفت انهم أكيد هيدوروا على ولاد خيري ويجتلوهم .. فإضطريت أهرب آنى كمان على مصر .. مكنتش أعرف حدا فيها واصل .. وسبحان الله يشاء ربك انى أهرب فى نفس اليوم اللى هرب فيه خيري السمري و خيري الهواري واټصدمت لما لجيتهم راكبين نفس الجتر .. وجلبى ۏجع فى رجلى .. وفضلت جاعده بعيد عنهم عشان ميشوفونيش .. بس عيني كانت على خيري السمري هو الوحيد اللى بعرفه واللى ممكن يساعدنى لانى معرفش حدا فى مصر .. بعد ما نزلنا من الجتر التنين اتفرجوا وكل واحد راح فى طريج .. مشيت ورا خيري السمري لحد ما الټفت فجأة وشافنى .. جربت منه وبكيت بين يده وجولت له يساعدنى .. يساعدنى انى الاجى شغل وسكن عشان أعيش أنا وابنى .. بس ربك كان كريم جوى .. وجالى انه هيتجوزنى على سنة الله ورسوله .. ومحدش عرف بجوازنا الا أربعه .. أبوى الله يرحمه وهو اللى جه حدانا فى مصر وجوزنى له .. و عبد الرحمن و مرته .. وبهيرة عمتك يا ولدى
عمتو
قالت زهرة
ايوة يا ولدى .. اتصلت بيها وجولتلها انى اتجوزت على سنة الله ورسوله ولما ابنى مراد يكبر جوليله أمك ما غلطتش واصل ومعملتش أى حاجه يخجل منها
ثم غشت العبرات عينيها وهى تقول بصوت باكى
لكنها جالتلى ان أبوك جالك انى مت آنى وأخوك .. ساعتها حسيت انى مت فعلا يا ولدى
طول السنين اللى فاتت كان نفسى أشوفك مرة واحدة بس .. كان نفسي أجولك أنى عايشه ومظلومة يا ولدى
.. ظلمونى وحرمونى منك ڠصب عنى يا مراد
تنهد مراد پألم .. وتساقطت العبرات من عيني مريم .. بدا على زهرة الإرهاق والتعب فقال لها مراد بقلق
ماما انتى كويسه
أومأت برأسها فقال
غادر الاثنان الغرفة بعدما طلب من الممرضة الحضور وملازمة فراش أمه .. دخلت مريم الى الغرفة وجلست على الفراش واجمة .. دخل مراد وأغلق الباب ومسح وجهه بكفيه ثم نظر اليها قائلا
انتى أول مرة تعرفى الكلام ده
أومأت برأسها ايجابا وقالت
أيوة .. كل اللى كنت عارفاه ان بابا كان متجوز ماما زهرة بعد ما جوزها طلقها
.. وانها جالها مرض وشالت الرحم ومعدتش بتخلف .. وبابا اتجوز ماما وخلفنى أنا واختى
ثم أكملت وهى شارده بحزن
ماما مكنتش بتحب ماما زهرة ومكنش فى اى علاقة بينهم وبابا كان معيش كل واحد فيهم فى شقة بعيده عن التانية .. ومبتدتش أشوف ماجد و اعرفه غير بعد ما أهلى ماتوا فى الحاډثة .. وبعدها كتبنا كتابنا وكانت ظروفنا صعبة واضطريت أنزل أشتغل عشان مصاريف علاج ماما زهرة كانت كبيرة علينا لانها تعبت أوى بعد ۏفاة بابا وأصلا كان عندها ضغط عالى واعدت فترة كبيرة فى المستشفى وده اللى عطل جوازنا .. لحد ما عرفنا بمرض ماجد بس للأسف معرفناش الا فى مرحلة متأخره جدا ..
قالت پألم
كان بيبقى تعبان ويخبى عليا لحد ما وقع فى الشغل .. وعرفنا ساعتها ان المړض اتمكن منه تماما .. وماما زهرة تعبت أوى ومعدتش بتتحرك ولا بتتكلم واضطرينا نوديها الدار عشان ياخدوا بالهم منها لانى كنت بضطر انزل اشتغل .. لحد ما ماجد ماټ الله يرحمه
ساد الصمت طويلا بينهما .. دخل مراد يغسل رأسه بالماء البارد .. ثم يجففه ويخرج من الغرفة دون القاء كلمة .. توجه الى مكتبه .. وظل غارقا فى شروده وهو يفكر فى كل ما قيل .
الفصل السادس والعشرون.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
تعب مراد من كثرة التفكير .. وقرر أن يدع الماضى وشأنه وأن يردم عليه التراب ويعيش اليوم ويخطط للمستقبل مع والدته و ناهد
متابعة القراءة