رواية جديدة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
والدته لتلبية طلباتها وعلاجها .. عاد مراد الى أمه بلهفه وجلس أمامها قائلا بإبتسامه واسعة
أمى حبيبتى .. خلاص اتكلمت مع مديرة الدار وهاخدك من هنا النهاردة .. بس هروح الأول أرتب مكان اقامتك وأجيب عربية اسعاف تنقلك من هنا .. مش هتأخر عليكي .. ماشى
ابتسمت زهرة وهى تجذبه لها لتحت ضنه مرة أخرى .. قبل رأسها والټفت الى مريم قائلا بحماس
قالت مريم ل زهرة قبل أن تنهض
ماما متقلقيش هنرجعلك تانى
ابتسمت لها زهرة .. فغادر الإثنان الغرفة .. خرجا من الدار .. توقفت مريم تراقب السيارات ليعبرا الطريق الى سيارة مراد التى أوقفها على الجانب الآخر .... التفتت تنظر اليه بسرعة .. رأت فى عينيه نظرة حانية .. و .. نظرة حب .. خفق لها قلبها بقوة .. شبك أصابعه بين أصابع يدها و احكم قبضته عليها يحتضن كفها فى كفه بقوة وكأنه يعدها بأن يظلا متلازمين طيلة العمر .. وكأنه يعدها بحياة مشتركة بينهما لا يستطيع أن يفرقهما أحد .. ورغما عنها .. بادلته نظرة بنظرة .. ووعد بوعد .. ابتسم مراد لها وابتسمت له .. عبرا الطريق بأيدى متشابكة الى أن أوصلها للسيارة وفتح لها الباب جلست وقف أمامها وكأنه لا يريد ترك يدها .. نظر حوله يتفقد ان كان يراهما أحد ا .. ورمقها بنظرة حانيه قبل
استقبل الجميع خير وجود زهرة على قيد الحياة پصدمة شديدة .. واضطر مراد الى اخبار أختاه بأن مريم كانت خطيبة أخوه التوأم الذى لم يكن يعلم أنه مازال على قيد الحياة .. انفرد مراد ب ناهد وسألها قائلا وهو يمعن النظر اليها
صمت قليلا ثم قال
بس مش هقدر اسيبها عايشة لوحده .. وهعيش معاها هناك
كانت ناهد تستمع اليه صامته .. اقتربمراد منها وأمسك ذراعيها قائلا
انتى أمى .. اللى ربتنى وكبرتى وعلمتى لحد ما بقيت راجل .. وأفضالك عليا ملهاش حصر .. عمرك ما حسستيني انك مش أمى اللى ولدتنى .. عمرك ما فرقتى فى المعاملة بيني وبين اخواتى البنات .. عمرى ما حسيت للحظة انك مراة أب .. كنتى فعلا أمى ومازلتى أمى وهتفضلى أمى على طول
اللى هتقولى عليه هعمله .. شوفى ايه اللى يريحك وأنا هعمله يا ماما .. بس مقدرش أسيب أمى فى دار مسنين .. مستحيل مبقاش راجل لو عملت كده
كفكفت ناهد دموعها وقالت وهى تنظر اليه
أخذت نفسا عميقا ثم قالت
هاتها
تعيش معانا هنا .. كفاية اللى شافته فى حياتها .. وانها اتحرمت منك طول السنين دى .. من حقها تعيش مع ابنها اللى اتحرمت منه
ربنا يخليكي ليا يا ماما كنت واثق ان قلبك كبير
ابتسمت ناهد وهى تشعر بالسعادة لسعادة ابنها .. فمضى الكثير من الوقت الذى لم ترى فيه مراد سعيدا بهذا الشكل.
بعد منتصف الليل وبعدما نام الجميع وقفت تناجى ربها وتتساقط دموعها على سجادة الصلاة وهى ساجدة .. تبكى بحړقة وينتفض جسدها ألما وندما .. أخذت تلهج بالدعاء وبالاستغفار .. ترجوه ولا ترجو سواه .. وقفت بين يداه الى أن شعرت بالآلام تشتد فى قدميها .. لكنها كانت آلام لذيذة لأنها فى سبيل طاعة .. شعرت وكأنها تغسل من ذنوبها و من آلامها ومن عڈابها .. شعرت وكأنها تولد من جديد .. فتاة أخرى .. بقلب آخر .. بروح أخرى .. بجسد آخر .. شعرت بأن اليوم هو يوم ميلادها .. وكأنها لم تعش قط .. وكأنها لم تحيا قط .. وكأنها اليوم فقط .. علمت معنى الحياة .. أنهت سهى صلاتها وأمسكت مصحفها وظلت تتلو من كتاب الله .. كلما قرأت آيات العڈاب استعاذت منها وبكت .. وكلمها قرأت آيات النعيم استبشرت بها ودعت .. أغلقت مصحفها عندما سمعت آذان الفجر يتردد فى المسجد القريب .. أغمضت عينيها وهى تسمع ذلك النداء الذى
متابعة القراءة