رواية جديدة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
.. كانت تنتفض بشدة ..أحطاها بذراعيه وقربها الى حض نه دون مقاومة منها .. ضم ها اليه بشدة ليوقف ارتجافتها وليبث فيها الطمأنينه .. قال بصوت حانى
مټخافيش .. استعيذى بالله
تمتمت بصوت مرتجف وهى مازالت تخفى وجهها بكفيها
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ظلت ترددها كثيرا .. كانت تعلم بأنها يجب أن تبتعد عنه .. لكنها كانت تشعر بأمان كبير لا تريد مفارقته وحرمان نفسها منه .. هدأت شيئا فشيئا .. مسح مراد على شعرها وقال بحنان
رفعت مريم رأسها ببطء لتبتعد عنه وقالت
دون أن تنظر اليه
فعلا نسيت أقولها النهاردة
مسح بكفيه العبرات التى ټغرق وجهها وقال
لسه خاېفه
هزت رأسها نفيا ومازالت لا تستطيع النظر اليه .. فقال
طيب نامى وهصحيكي على الفجر
التفتت مريم ونظرت الى الساعه خلفها وقالت
أزاحت الغطاء ونهضت وتوجهت الى الحمام .. نظرت فى المرآة الى وجهها الباكى توضأت وخرجت وارتدت الإسدال .. نظر اليها مراد الجالس يقرأ فى مصحفه قائلا بإهتمام
كويسه دلوقتى
قالت بصوت أكثر ثباتا
أيوة الحمد لله
قال بإهتمام
متقوليش لحد اللى انتى حلمتى بيه طالما حلم وحش
عارفه
قالت وهى تتوجه الى الباب
هصلى تحت
نهض بسرعة قائلا
لا خليكي انتى هنا هقرأ أنا تحت
قالت مريم وهى تنظر اليه
متصلى انت كمان .. احنا فى التلت الاخير من الليل متضيعش فضل القيام فى الوقت ده
وقف أمامها وهو يبتسم لحرصها على ألا يفوته الأجر وقال لها
على فكرة القيام مش شرط يكون صلاة .. القيام ممكن يكون قراءة قرآن أو دراسة علم شرعى أو حتى دعاء وذكر
بجد
أومأ برأسه وقال وهو مازال محتفظا بإبتسامته
أيوة بجد
ابتسمت قائله
مكنتش أعرف
شعرت بالألفة وهى واقفة تتحدث معه ويبتسمان لبعضهما البعض .. فجأة تغيرت ملامحه الى الجديه وغادر الغرفة مسرعا .. تابعته مريم بعينيها وهى تحاول أن تفهم ما الذى يحدث له ويجعله يتغير تجاهها فجأة .. أيشعر بالذنب لكونها كانت زوجة لأخيه الراحل .. أهذا ما يجعله ينأى بنفسه عنها .. أهذا ما يفصل بينهما .. جلست على الأريكة وملامح الأسى على وجهها .. كيف لها هى الأخرى أن تنسى أنه شقيق زوجها الراحل .. كيف تسمح لنفسها بأن تشعر بشئ تجاهه .. أخذ عقلها يلومها بشدة .. لكن قلبها قال لها
دخلت مى منزلها لتستقبلها والدتها بإبتسامه واسعة ..قالت مى
السلام عليكم
قالت أمها بحماس
وعليكم السلام .. تعالى عايزاكى
دخلت خلفها المطبخ وهى تلقى نظرها على والدها الجالس أمام التلفاز .. قالت لأمها
قالت أمها بحماس
جالك عريس
امتقع وجه مى وقالت ببرود
طيب
ثم التفتت ودخلت غرفتها .. دخلت أمها خلفها وأغلقت الباب وقالت
مالك مش فرحانه ليه
قالت مى بوجوم
عادى يعني
اقتربت منها أمها وقالت
مى احنا مش قولنا نشيل الموضوع ده من دماغنا
قالت مى بأعين دامعه
ڠضب عنى
قالت أمها
حبيبتى ممكن الراجل اللى جاىي تقدملك ده يطلع أحسن من طارق ده مليون مرة .. اعدى معاه واتكلمى معاه وان شاء الله لو ليكي خير فيه أكيد ربنا هيفتح قلبك ليه
قالت مى بصوت باكى
مش عايزة يا ماما مش هقدر صدقيني
قالت أمها بإصرار
حبيبتى جربي مش هتخسرى .. مش بقولك وافقى عليه .. بقولك اعدى واتكلمى معاه
صمتت مى حائرة فقالت أمها وهى تغادر الغرفة
اعملى حسابك انه هييجى آخر الاسبوع ان شاء الله
شعرت مريم بتصرف مراد معها ببرود وبأنه يتحاشى النظر اليها أو الكلام معها .. أشعرها هذا بالضيق الشديد .. جلست مع الجميع على طاولة الطعام وهى شاردة تحاول تخمين ما يصيبه .. أحيانا تشعر بإهتمامه بها وبنظراته
التى تقول الكثير وأحيانا تشعر أنه بعيد بارد .. كانت تشعر بالحيرة من تغير معاملته ونظراته .. قالت ناهد ب مريم
كلى يا مريم مبتاكليش ليه
باتسمت مريم بضعف قائله
باكل يا طنط
عادت لتكمل طعامها .. حانت منها التفاته ل مراد لتجده منشغلا بطعامه .. فأبعدت عينيها عنه .. قالت نرمين بمرح
ايوة كدة رجعتى وسطينا تانى يا مريم .. كنا بجد مفتقدينك أوى
ابتسمت مريم قائله
أنا كمان افتقدتكوا اوى
قالت نرمين بخبث
طيب مين أكتر حد فينا افتقدتيه
فهمت مريم تلميح نرمين فارتبطت قائله
انتوا كلكوا
ضحت نرمين بخبث وقالت
ماشى هفوتها المرة دى
نهض مراد
فجأة فقالت ناهد بإستنكار
مش هتكمل أكلك
قال ببرود
شبعت
رمقته مريم وهو ينصرف وهى تشعر بالحيرة والڠضب فى آن واحد
فى المساء كانت مريم جالسه فى غرفة سارة تتحدثان وتتمازحان .. ثم قالت سارة مبتسمه
نفسي نعد نتكلم مع بعض للصبح
قالت مريم
احنا فيها
قالت سارة بحماس
بجد مش بهزر .. تعالى نسهر سوا النهاردة لانى جبت لعبة بازل انما ايه هتعجبك جدا
قالت مريم بحماس
هاتيها بسرعة شوقتيني
قالت سارة وهى تشير الى دولابها
طلعيها من الدولاب على ما أخلى داده تعملنا نسكافيه
قالت مريم وهى تتزجه للباب
لا خليكي انتى زمانها نايمة هعمله أنا
خرجت مريم من الغرفة وهمت بالنزول
متابعة القراءة